* "ومن الحُب ما قتل" ... ليس المقصود بالقتل هنا ، القتل بالسكين أو النـار أو الضرب بآلة حادة حتى الموت ، ولكن القتل هنا يكون بطريقة أخرى ، فقتل المحب يكون بالسهر، بالتفكير، بالانشغال ليل نهار بالمحبوب، والسهر والتفكير والانشغال كلاهم نصــل فتّـاك ، من السهـل أن يـودى بحيـاة العاشق ، فمــا الذى جعـل عاشق طالبة جامعة المنصورة ، يطعنها بالسكين ويسفك دمها ؟!
* فما فعله قاتل نيّـرة ، لا طعم فيـه ولا رائحــة للحب ، ولكنه انتقام لكرامته ، التى ظن أن زميلته قد جرحتها، برفضها الزواج منه ، إذ كيف ترفض قبول الزواج من دونجوان الجامعة ؟
* وبمقارنة ما فعله قاتل نيّرة بمــا لاقـاه ( مثلا ) عنترة بن شداد ، من تعنّت وصد ورد من عمه مالك، والد عبلة، كان كفيلا بأن يجعل عنترة يتحول إلى سفاح ، لكن لــم نقـرأ أن عنترة أمسك عبلـة ، وهى خارجــة من الخيمـة ، ووضع السيف على رقبتها ، مهددا بنى عبس ، بأنه سوف يجز رقبتها ، إن لم يزوجوها له !!
* فكان إذا طلب منـه عـم مـالك لبــن العصفــورة ، يذهب عنتــرة ويبحث عن لبــن العصفــورة ، من أجل عيون حبيبته عبلة ، ولم يكن يحسب حسابا للمخاطر ، حتى يفــوز بعبلـة !!
* حتى أن عمــه ، زيــادة فى التعنت ، طلب منــه مهــرا تعجيزيـا (100 ناقة من النـوق العصافيـر)، التى يملكهـا الملك الشهير النعمـان بن المنـذر، فخــاض عنتــرة المصاعب من أجل الحصول على مهر عبلة ، فما هى المصاعب التى خاضهـا قاتل نيرة من أجـل الفـوز بها ؟
* هـل وعدهــا مثـلا " بجزيرة ويخت فضي" ، وتعبيرا عن حبه واستعداده لمزيد من التضحيـة قال " وإياك تقضى " ، أو عشّمها قـال " أبنيلك قصر عالى وأخطف نجم الليالى وأشغلك عقد غالي"، لكن من الواضح أنــه لم يعـد ، حتى ولو من باب إثبات حُسن النية ، بشقة فول أو طعمية ؟!
* قـاتـل نيّرة لم ينظر لهـا بعين المُحِب ، ولكنـه نظر إليهـا بعين حُب التملّك ، وهذا السلوك مرض ، يحتـاج إلى علاج وتوعيـة، فلــو قُدر لهـا أن تعيش وتقبل الزواج منــه، كانت ستكـون بالنسبــة لــه كاللعبــة التى اشتهاها طفل، فلمــا تملكها زهدها وألقى بها جانبـا !!
-----------------------
بقلم: بهاء الدين حسن
من المشهد الأسبوعية